بوتخساين: موتى وغائبون في انتخابات التعاضدية العامة للتربية الوطنية

بوتخساين: موتى وغائبون في انتخابات التعاضدية العامة للتربية الوطنية محمد بوتخساين
كما تتبع الرأي العام التعليمي بالمغرب ومعه الرأي الوطني، جرت انتخابات التعاضدية العامة للتربية، يوم الأربعاء 29 يونيو 2022 في سياق إجراءات إقصائية بهدف بسط السيطرة على هذه الجمعية ذات التعاون المتبادل من طرف نقابة كاتبها الوطني هو رئيسها، عبر عدة إجراءات استهدفت إبعاد الأساتذة المفروض عليهم التعاقد الذين يشكلون اليوم حوالي 45% من الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية في خرق سافر للمادة 11 من الظهير 1.57.189 الذي ينص على أن جمعيات التعاون المتبادل (التعاضديات) تسير من طرف مغاربة بالغين سن 21 فأكثر و يتمتعون بحقوقهم المدنية و الوطنية.
لهذا اعتبرنا فرض شرط التأهيل المهني للترشيح والتصويت على هذه الفئة غير مقبول من جهة جمعية تقمصت دور الإدارة، ناهيك عن عدم نشر لوائح المنخرطين وإسقاط المئات من اللوائح حيث تفاجأ العديد من عدم إدراج أسمائهم باللوائح يوم التصويت، ومن خلال بعض الشكايات تبين أن هذا الإسقاط كأنه تم بانتقائية!!
والغريب في العملية هو تأكيد بلاغات التعاضدية على مفهوم الديمقراطية فيما الواقع أثبت العكس بعد رفض ممثلي المرشحين وتكليف رؤساء المكاتب ومساعديهم من نقابة الرئيس! كما تم تعيين مفوضين قضائيين من مالية التعاضدية قصد رصد تحركات المناضلين للرجوع لمحاضرهم بغاية رفع دعاوي قضائية بتهم الدفاع عن "الديمقراطية"!!.
وفي انتظار الاطلاع على جميع التقارير بهذا الخصوص فقد سجلنا عدة اختلالات وتلاعبات، فمثلا لما أدى الناخب صوته يخرج مباشرة من القاعة دون التوقيع في اللوائح الإسمية مما يرجح ملء الصناديق بأوراق الغائبين والموتى خصوصا بقاعة تضم أعضاء مكاتب تنتمي لنقابة الرئيس(ا.م.ش) في غياب مراقبين أو ممثلي المرشحين.
لهذا أكدنا أن العملية كلها تنتفي فيها شروط المنافسة الديمقراطية في أبسط إجراءاتها، بينما المكاتب التي فرض فيها المناضلون ممثليهم تم حسم النتيجة ضد مرشحي نقابة الرئيس مكناس نموذجا، وفي بعض المكاتب التي فوجئ فيها الرئيس بالنتيجة تم كسر الصندوق وإلغاء الانتخابات كطنجة.
ونحن نعتبر أن الأهم قد تحقق بعد أن استطعنا لأول مرة تعبئة آلاف نساء التعليم ورجاله حول الموضوع حيث لم يسبق أن شهد موضوع التعاضدية في المغرب هذا الزخم فاليوم هناك مطالب بحل التعاضدية العامة للتربية الوطنية أو تأسيس تعاضدية أخرى أو نقل الانخراط لتعاضديات أخرى ..وهذا في حد ذاته انتصار لنا على أساس مواصلة العمل على تعميم النقاش لتشديد المراقبة حول مصير ملايين الدراهم القادمة من أجور الأسرة التعليمية، إذن بعد اختتام مهزلة الانتخابات يمكننا القول أن التعاضدية العامة للتربية الوطنية ،بعد أن شهدت أكبر عملية سرقة أموال شغيلة التعليم على عهد غيور رفيق الرئيس الحالي ، تعيش هذه التعاضدية على أكبر عملية تلاعب في انتخابات29 يونيو 2022 .
 
محمد بوتخساين ،عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليمCDT