الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

ربيع الخليع..مدير السكك الذي باع للمغاربة جلد الدب قبل اصطياده !

ربيع الخليع..مدير السكك الذي باع للمغاربة جلد الدب قبل اصطياده ! ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، و مشهد من فاجعة قطار طنجة
الرجل الذي يستحق أن يصبح "مضرب المثل" في معاكسة الأقدام. إنه ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي نجح، باقتدار كبير، في بيع جلد الدب قبل اصطياده، وفي جعل "تحسين الخدمات وتدقيق مواعيد القطارات" تنقلب على ظهرها من شدة الضحك، ما دام ركاب القطارات يغادرونه كمعطوبي الحرب، ممتليئن بالحنق، وبرائحة الكبريت التي تنزلق من الأوقات التي ضاعت سدى من أعمارهم.
لقد اجتهد الخليع لتزويد محطات القطار بكاميرات صغيرة الحجم يصعب تحديد مكانها، وأراد لها ترصد "كل ما حولها بدقة كبيرة"، و"أن "تلتقط أدق التفاصيل على بعد أمتار"، وأن تنقل "صورا مقربة للوجوه". لكنه نسي أن يضع في مكتبه كاميرا مماثلة لتقريب صورة المسار الذي قطعه الرجل للجلوس أمام "لوحة قيادة" المكتب الوطني للسكك الحديدية. 
فهذا المهندس، خريج المدرسة المحمدية للمهندسين، الذي ولد عام 1963 بمدينة طنجة في أسرة متعددة الأفراد. كان والده موظفا بوزارة الثقافة، وتدرج ربيع في جميع أسلاك التعليم إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا في علوم الرياضيات عام 1982، ليلتحق بعد ذلك بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، ومن هناك انتزع دبلوم مهندس سنة 1987. 
ومباشرة التحق بالخدمة المدنية في المكتب الوطني للسكك الحديدية،  وبعد انتهاء الخدمة، عين رئيسا لقسم الشؤون العامة بالمكتب، قبل أن يصبح مديرا تجاريا. وبعدها، التحق بمديرية الاستغلال قبل أن يترأسها، ليصبح رئيسا لمديريتين، حيث أصبح على رأس 5000 إطار، أي ما يعادل 50% من الموارد التي يعج بها المكتب الوطني للسكك. وفي 2002، تم تعيينه مديرا عاما بالتكليف خلفا لكريم غلاب الذي أصبح وزيرا للنقل، واستمر في منصبه ذاك إلى أن عينه الملك في 21 يوليوز 2004 مديرا عاما.
وإذا كان الخليع قد استطاع أن يراكم النجاح "المكتبي"، فإنه مع ذلك لم يستطع أن ينجح في الرهان الذي يخرج "القطار المغربي" من إشكالاته المعقدة والمتشابكة التي جعلت المغاربة يعتقدون أن امتطاء القطارات مجرد مقامرة غير محمودة مع الوقت، لأنها تلعب ضد مصالحهم، وضد صحتهم، وضد أسفارهم، وضد "وجودهم" في سياق عالمي يهتم بالشرط الإنساني.
فصحيح أنه صاحب ديبلومات، وصاحب مناصب (رئيس الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للسكك الحديدية- فرع إفريقيا، رئيس جمعية خريجي المدرسة المحمدية للمهندسين)، ومنخرط في التوجه الخارجي العام للدولة، لكنه مع ذلك كله، وكما تدل على ذلك الاحتجاجات التي ترتفع هنا وهناك، مهندس فاشل في وضع القطار المغربي على السكة الصحيحة، وفاشل في تحويل الكلام إلى أفعال، وفاشل في جعل منطومة السكك الحديدية رافعة من رافعات الاقتصاد الوطني، وفاشل في إدخال المغرب إلى عصر القطار السريع (التي جي في)، وفاشل في فسح المجال لمن هو أقدر على تدبير هذا القطاع الحيوي، خاصة أنه قضى نحو 16 سنة في القيادة، دون أن يتحول بلدنا إلى رائد إفريقي في خدمة القطارات.