الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

يزيد البركة: التعليم.. المجانية والإلزامية

يزيد البركة: التعليم.. المجانية والإلزامية

في المغرب لم تتحقق بالكامل لا مجانية التعليم، ولا إلزاميته حتى سن 18 سنة، وكانت الحركة التقدمية ومعها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أيام كان منظمة حقيقية تناضل من أجل أن يتحقق المطلبان في الواقع .

الطبقة السائدة ومعها المؤسسات الدولية كانت تقضم باستمرار من المكتسبات التي تحققت في التعليم على علاتها وكل حكومة تشكلت إلا وقررت قرارا أو اثنين يضربان حقوق الطبقات الشعبية في تعليم مجاني في كل مستويات التعليم، وفي تعليم إلزامي للأطفال، وتحويله من تعليم نصف وطني إلى تعليم طبقي صرف وبغيض. وقد بزت الحكومة السابقة كل الحكومات الماضية منذ الاستقلال في الهجوم على المكتسبات في التعليم وغير التعليم ولم تنته مدتها إلا بعد أن وضع رئيس الحكومة القطار على السكة ثم طلب رأيا استشاريا وقد جاءه الآن قبل حتى أن تتشكل الحكومة الجديدة. وهذه علامة تؤشر على طبيعتها الطبقية في كل الميادين من تعليم وصحة وسكن...

تكلمت اللجنة التي تؤدي عملها بالمقابل وليس بالمجان بالرغم من أن أعضاءها ليسوا معوزين عن إلغاء المجانية في التعليم الثانوي والعالي إلا للمعوزين، لكن في المغرب من هم المعوزون؟ إننا لسنا في أمريكا أو في الدول الاسكندنافية التي يتسع فيها حجم الطبقات الوسطى ويبلغ مدخول الفرد فيها حدا يلبي كل الحاجيات ويبقى فائض منه للادخار والترفيه والأسفار... ، في المغرب الطبقات المحدودة الدخل هي الطاغية، أما من لا دخل له فهو لا يرسل أطفاله حتى إلى المدرسة الابتدائية، ولذا لا حاجة للكلام عن التعليم الثانوي والعالي لأبناء المعوزين. إلا إذا كان المعوز هو ابن العامل وابن المستخدم... والأغنياء لم يعودوا يرسلون أبناءهم إلى المؤسسات العمومية. إذن من في مقدوره أن يؤدي ثمن التعليم الغير المجاني؟ عدد ضئيل جدا، ليسوا إلا من صوت على العدالة والتنمية ناقص منهم من دفع أبناءه إلى التعليم الخصوصي لأن هؤلاء ليس من مصلحتهم شيء اسمه التعليم العمومي .

من الأكيد أن الطبقة السائدة وكل الشرائح التي تخدمها في تدبير الشأن العام والمحلي أصبحت مجنونة ولا تفسير لما تقوم به إلا تجهيل وتضبيع الشعب المغربي كمرحلة أولى، وفي المرحلة الثانية ونتيجة للأولى، جر البلد ككل إلى الخراب.